سورة النجم - تفسير تفسير ابن جزي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (النجم)


        


{وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى (1) مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى (2) وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى (4)}
{والنجم إِذَا هوى} فيه ثلاثة أقوال: أحدها أنها الثريا لأنها غلب عليها التسمية بالنجم، ومعنى هوى غرب وانتثر يوم القيامة، الثاني أنه جنس النجوم، ومعنى هوى كما ذكرنا، أو انقضت تَرْجُم الشياطين. الثالث أنه من نجوم القرآن، وهو الجملة التي تنزل، وهوى على هذا معناه نزل {مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غوى} هذا جواب القسم، والخطاب لقريش، وصاحبكم هو النبي صلى الله عليه وسلم، فنفى عنه الضلال والغيّ، والفرق بينهما: أن الضلال بغير قصد، والغيّ بقصد وتكسب {وَمَا يَنطِقُ عَنِ الهوى} أي ليس يتكلم بهواه وشهوته، إنما يتكلم بما يوحي الله إليه {إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يوحى} يعني القرآن.


{عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى (5) ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى (6) وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى (7) ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى (8)}
{عَلَّمَهُ شَدِيدُ القوى} ضمير المفعول للقرآن أو للنبي صلى الله عليه وسلم، والشديد القوي: جبريل، وقيل: الله تعالى، والأول أرجح لقوله: {ذِي قُوَّةٍ عِندَ ذِي العرش} [التكوير: 20] والقُوى جمع: قوة {ذُو مِرَّةٍ} أي ذو قوّة، وقيل: ذو هيئة حسنة، والأول هو الصحيح في اللغة {فاستوى} أي استوى جبريل في الجو؛ إذ رآه النبي صلى الله عليه وسلم وهو بحراء، وقيل: معنى استوى: ظهر في صورته على ستمائة جناح، قد سدّ الأفق بخلاف ما كان يتمثل به من الصور إذا نزل بالوحي، وكان غالباً ما ينزل في صورة الصحابي دحية الكلبي {وَهُوَ بالأفق الأعلى} الضمير لجبريل وقيل: لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم والأول أصح {ثُمَّ دَنَا فتدلى} الضميران لجبريل أي دنا من سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم فتدلّى في الهواء، وهو عند بعضهم من المقلوب تقديره: فتدلى فدنا.


{فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى (9)}
{فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أدنى} القابُ: مقدار المسافة، أي كان جبريل من سيدنا محمد عليهما الصلاة والسلام في القرب بمقدار قوسين عربيتين، ومعناه من طرف العود إلى الطرف الآخر، وقيل: من الوتر إلى العود، وقيل: ليس القوس التي يرمى بها، وإنما هي ذراع تقاس بها المقادير ذكر الثعلبي. وقال: إنه من لغة أهل الحجاز، وتقدير الكلام: فكان مقدار مسافة جبريل من سيدنا محمد عليهما الصلاة والسلام مثل قاب قوسين. ثم حذفت هذه المضافات، ومعنى {أَوْ أدنى} أو أقرب و{أَوْ} هنا مثل قوله: {أَوْ يَزِيدُونَ} [الصافات: 147] وأشبه التأويلات فيها أنه إذا نظر إليه البشر احتمل عنده أن يكون قاب قوسين أو يكون أدنى، وهذا الذي ذكرنا أن هذه الضمائر المتقدمة لجبريل هو الصحيح، وقد ورد ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح، وقيل: إنها لله تعالى، وهذا القول يردّ عليه الحديث والعقل، إذ يجب تنزيه الله تعالى عن تلك الأوصاف من الدنو والتدلي وغير ذلك.

1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8